أشارت صحيفة "الخليج" الاماراتية الى أنه "مع موافقة البرلمان التركي على تفويض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإرسال قوات إلى ليبيا لدعم حكومة فايز السراج في طرابلس، يكون الرئيس التركي قد فوّض نفسه بغزو ليبيا، في تحدٍ واضح للعرب والعالم، من دون تفويض رسمي من أية منظمة دولية أو عربية؛ أي أنه بذلك ينتهك القانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة، كما أنه يضع بلاده في مواجهة مع العالم العربي".
ولفتت الى أن "الامارات التي أعلنت رفضها المطلق للقرار التركي، واعتبرته انتهاكاً لمقررات الشرعية الدولية خصوصاً قرار مجلس الأمن 1970، حذرت من تداعيات التدخل التركي والمسوِّغات الواهية التي تبرر بها أنقرة هذا التدخل"، مشيرة الى أن "تركيا من خلال موافقة برلمانها على إرسال قوات إلى ليبيا، إنما تلعب دوراً خطراً في تهديد الأمن القومي العربي واستقرار منطقة البحر الأبيض المتوسط"، ومضيفة: "إصرار أردوغان على توريط تركيا في الأزمة الليبية، سيؤجج بالتأكيد نيران الصراع، ويفتح الباب أمام تدخل دول أخرى، ويُحوّل ليبيا والمنطقة إلى ساحة صراع إقليمية ودولية، وأطماع أردوغان في تحويل ليبيا إلى منصة للوجود التركي في شمال إفريقيا كي يتمكن من تحويل أحلام التوسع العثماني إلى واقع، واستعادة أمجاد سلطنة سادت ثم بادت ستواجه بمقاومة ضارية من الشعب الليبي الذي لن يقبل بعودة "الجيش العثماني" مرة أخرى إلى أرضه. ولعل الرئيس التركي لم يقرأ التاريخ جيداً، كيف قاوم الشعب الليبي الاستعمارين العثماني والإيطالي".
وشددت على أن "اردوغان أعد العدة لتوسيع مساحة الإرهاب بما يتجاوز ما فعله في سوريا والعراق، وصولاً إلى ليبيا وشمال إفريقيا، من خلال نقل الجماعات الإرهابية والمرتزقة من سوريا إلى ليبيا، وهو أمر يستدعي مواجهته بقوة؛ لأنه يستهدف تدمير الدولة وضرب وحدتها. وقد أكدت دولة الإمارات أن هذا العمل تجب مواجهته من خلال "دعم استعادة منطق الدولة الوطنية ومؤسساتها، مقابل منطق الميليشيات والجماعات المسلحة الذي تدعمه تركي" مشيرة إلى أن "فايز السراج الذي وقّع مؤخراً على مذكرتي تفاهم مع أنقرة، خالف الاتفاق السياسي الليبي الموقّع في الصخيرات عام 2015، وبالأخص المادة الثامنة التي لم تخوله صلاحيات توقيع الاتفاقيات بشكل منفرد، وإنما من خلال المجلس الرئاسي وموافقة البرلمان"، مضيفة:"اردوغان سيدرك لاحقا أنه يقوم بمغامرة غير محسوبة، وهو يقدم الدعم لشخص أصيب بحمى في دماغه، وفقد السيطرة على أفعاله، وبات مرفوضاً من شعبه"، ومؤكدة أن "التدخل التركي الوقح في الشأن الليبي، وإرسال قوات عسكرية تركية على بُعد آلاف الكيلومترات للقيام بدور تخريبي مدمر، سيضع تركيا في مواجهة مع الرأي العام التركي أولاً، ثم مع المجتمع الدولي الذي عليه أن يضطلع بمسؤولياته في التصدي لهذا الغزو التركي"، ومضيفة:"وقد بدأت ردود الفعل الداخلية الرافضة لإرسال قوات إلى ليبيا تتزايد؛ لأن أردوغان يزج ببلاده في معركة أرادها لتحقيق أطماعه التوسعية، وهي بالتأكيد ليست معركة الشعب التركي".